شركة فور يمنى


اهلا وسهلا بك زائنا الكريم فى منتديات عابدين يشرفنا أنضمامك لنا بالتسجيل بالضغط هنا لتتمتع بمزايا منتدانا .
آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
الكلب من كتاب دكتور مصطفى محمود اعترافات عشاق
لا شئ يساوى الحرية من كتاب اناشسيد الاثم والبراءة لدكتور مصطفى محمود
لا تسمح لاحد بتحطيمك
مؤلمة جدا مضحكة جدا
ماذا تفعل في ساعات االحزن
روائع الاقوال والحكم
عن الرجولة اتحدث انا
البعض نحبهم
تشييز كيك الكيوى
طريقة عمل البنا كوتا الايطالية
الخميس 24 أبريل 2014 - 10:02
الخميس 24 أبريل 2014 - 10:01
الأربعاء 8 يناير 2014 - 19:35
الأربعاء 8 يناير 2014 - 19:23
الأربعاء 8 يناير 2014 - 19:16
الأربعاء 8 يناير 2014 - 19:08
الأربعاء 8 يناير 2014 - 19:02
الأربعاء 8 يناير 2014 - 18:57
الإثنين 30 ديسمبر 2013 - 21:14
الإثنين 30 ديسمبر 2013 - 20:39













10/12/2012



 عــشــرة دراهـــم Flags_1


 
شاطر

 عــشــرة دراهـــم Emptyالثلاثاء 14 فبراير 2012 - 9:47
رسالة
بيانات كاتب الموضوع
عــشــرة دراهـــم
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو خبير
الرتبه:
عضو خبير
الصورة الرمزية
 
avatar

البيانات
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 739
نقاط : 25265
النشاط : 0
تاريخ الميلاد : 10/04/1991
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 33
 
 

 


الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: عــشــرة دراهـــم   




خرجت
من البيت بدون أن أتناول الإفطار و بدون أن أدري إلى أين تقوني قدماي ،
أحاول التركيز و لا أقدر ، لم أدخن منذ يومين ، جيبي مفلس تماما ، و اشعر
بثقل شديد في رأسي و ذهني مشوش و الأفكار تتراقص بلا نظام .. مضيت و أنا
أطيل النظر إلى أي شخص يحمل في يده سيجارة لعله يدرك ما أنا فيه و يقاسمني
لذة الدخان .. كانت وجوه المدخنين عابسة و لا مكان فيها لأي إحساس رقيق ..
في هذه اللحظة لعنت في سري كبريائي الزائف الذي يمنعني من استجداء أي عابر
.. مررت بجانب المقهى المقابل للحديقة المهجورة و أنا أطيل النظر إلى الأرض
بحثا عن بقايا السجائر المرمية ... حولت نظراتي إلى رجل عجوز تساقطت كل
أسنانه و انحنى ظهره بفعل الزمن ، فكرت أن أسرق العلبة الملقاة أمامه على
الطاولة ، لكني تراجعت حين لمحت شرطيا جالسا في أحد المقاعد المجاورة للرجل
العجوز ...
في
تلك اللحظة مر بقربي كلب أجرب من كلاب الأزقة ، ركلته بكل حقد و وحشية ، و
شتمته بكل الكلمات البذيئة الموجودة في قاموس الشوارع ..



ارتميت
على عشب الحديقة المهجورة التي لا يتردد عليها سوى المتشردين و العاطلين
عن العمل ، مررت أصابعي على شعري المنفوش الذي لم أحلقه منذ ثلاثة أشهر ،
ثم سرحت بأفكاري في كلمات أبي هذا الصباح حين رآني
جالسا أحدق في الشهادة الجامعية المعلقة على جدار غرفتي المعزولة فوق السطح
، سخر مني بكلماته اللاذعة و قال بأن الشهادة تشتكي من كثرة نظراتي إليها
...تمنيت في نفسي أن يمنحني بعض الدراهم بدل سخريته اليومية ... شعرت كأن
السنوات التي قضيتها في مقاعد الدراسة قد ذهبت عبثا حين اقترح علي بأسلوبه
التهكمي أن يشتري لي عربة أضع فيها البيض و أتسكع بها بحثا عن رزقي بين
الأزقة ...أبي لا يملك إلا السخرية و أنا لا أتصور أن أصير بائعا متجولا
بعد أن كنت طالبا في كلية القانون ، لا يمكن أن استبدل حبر الأقلام و بياض
الأوراق بعربة بيض ... كل يوم نفس المحاضرة السخيفة ونفس التعليقات الساخرة
، ودائما يذكرني بالجلباب الصوفي الذي أخذته من البيت خلسة و بعته في سوق
الخردة مقابل علبة سجائر...



انتبهت
فجأة على صوت طفل يبكي ، رأيت مجموعة من الصبيان المتشردين يحاولون انتزاع
نقوده بعد أن طرحوه أرضا ، كان طفلا لم يتجاوز الثامنة ، يرتدي بنطلونا
فقد لونه الأصلي و ينتعل في قدميه الصغيرتين حذاء بلاستيكيا أخضر ، أسرعت نحوهم بغضب شديد و بدأت في توجيه الصفعات و الركلات إلى كل
من أجده أمامي .. بعد أن فروا جميعا مددت يدي إلى الطفل الذي شكرني وذهب
مسرعا حتى اختفى خلف المسجد الكبير من جهة البيوت الصفيحية.. وبينما كنت
على وشك الرجوع إلى مكاني في الحديقة لمحت قطعة نقدية من فئة عشرة دراهم
مرمية على الأرض ، التقطتها بيدي مثل رجل تائه في الصحراء يعثر على شربة
ماء ، كانت السجائر هي أول ما خطر ببالي ، تصاعدت رغبتي و تخيلت الدخان
يتسلل إلى رئتي و يصعد إلى دماغي فيطرد الصداع الثقيل ، تذكرت الطفل الصغير و اجتاحني إحساس مالح بالذنب فقلت في نفسي ربما
أرسلته أمه ليقضي لها حاجة بالعشرة دراهم ، و ربما تضربه و تطرده خارج
البيت... ارتميت فوق العشب اليابس و أنا مستمر في أفكاري المشوشة، أحاول
عبثا أن أهرب من رغبتي الجارفة في التدخين و أن أعيد القطعة النقدية إلى
الطفل ، فكرت أن أتبعه لعلي أعثر عليه ..
وفي غمرة حيرتي رأيته قادما يجري من بعيد ، ولم أدر ماذا أفعل و الصداع
يزداد ثقلا كل ثانية .. حين اقترب من المكان الذي سقط فيه بدأ يفتش بعينه
في الأرض و استمر في ذلك لدقائق و أنا أراقبه خلسة
من مكاني في الحديقة ، عندما يئس من العثور عليها بدت في وجهه سحابة حزن
كبيرة غطت وجهه الطفولي ، كأنه ينادي ضميري الذي دخل في سبات عميق ..حين
اختفى مرة ثانية خلف المسجد الكبير ، أخرجت القطعة النقدية من جيبي و قصدت
رجلا عجوزا يبيع السجائر بالتقسيط ، أشعلت سيجارتي وجلست فوق العشب اليابس و
أنا استمتع بمذاق الدخان، و نسيت للحظة تلك النظرة الحزينة في وجه الطفل ،
ونسيت أيضا تلك الضحكة الساخرة في وجه أبي.







 الموضوع الأصلي : عــشــرة دراهـــم // المصدر : منتدات عابدين // الكاتب: schoolel7ob




schoolel7ob ; توقيع العضو




مواقع النشر (المفضلة)


الــرد الســـريـع
..
هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة



خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
عــشــرة دراهـــم , عــشــرة دراهـــم , عــشــرة دراهـــم , عــشــرة دراهـــم , عــشــرة دراهـــم , عــشــرة دراهـــم
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ عــشــرة دراهـــم ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا






مواضيع ذات صلة



الساعة الآن


حقوق الطبع والنشر 2012 - 2013
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات عابدين
تحويل الاستايل بواسطة شركة فور يمنى